اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamdan
فكرة الاله المفهوم او المعنى كان قد فسرها ارسطو في علاقته مع العالم فالاله عنده غاية كمالية او معنى هي ماتتحرك اليه جميع الكائنات (اي ان الكائنات تتطور مع الزمن سعيا منها للكمال ..) فهي في طبيعتها هذا الكمال دون ان تعرف حقيقته (اي كمال مجرد لكن ليس معلوما ما هو طبيعته) وهذا التفسير يقول ارسطو انه التفسير الوحيد لمعرفة علاقة الاله بالكون فلايمكن لشيء غير مادي ان يحرك شيء مادي الا بهذه الطريقة ولذا فهو يقول ان المادة او الطاقه قديمة لم تخلق ولم تحدث وهذا المفهوم للاله هو مشابه لفكرة الاله في مذهب النزعه الانسانيه وهذا المذهب هو السائد في الغرب في هذا العصر (طبعا مع فرق ربما ان ارسطو لايكتفي بالاله كغاية بل يقر انه ذات وذلك واضح من تفسيره لعلم الاله وقصره على علمه بنفسه فقط دون ان يعلم مافي الكون لغاية تنزيهه.. اما مذهب النزعه الانسانيه فهو يرى الاله غاية هي خير الانسان في المستقبل فقط..) وربما قد يحتج على الاله الارسطي ان التطور كان من الممكن ان لايتطور الشمبانزي او القردة العليا او الانسان القردي الى الانسان او اي كائن الكائنات البحرية الى زواحف وو..الخ لكن نفس فكرة التطور هذه وفي اسس قوانينها وهو الانتخاب الطبيعي لاينكر ان الكائنات تترقى مع الزمن لاتنحط ربما ينحط بعض الانواع من الحيوانات (كالبرمائيات التي تعود الى الماء مثلا..) لكن بشكل عام وبمجمل الكائنات فهي تتقرى ولاتنحط.. وهذا هو اساس النظام في الطبيعه..
عدا عن هذا وللاسف ماهو سائد في الثقافة المجتمعيه العربية الاسلامية في فهمها للاله ان الاله ذات بشرية لكنها كبرى تفعل ماتشاء (وهذا كان اعتراض ابن رشد على الغزالي قبل مئات السنين) فالغزالي يرى ان الله نفس بشرية كبرى تفعل ماتشاء وتعطل قوانين الكون ووالخ بينما الفلاسفه الاسلاميين في ذلك العص انكروا صفة الاراده على الله (ووصفوها بانها نفسها العلم) وفرقوا بين علمنا وعلم الاله(فنحن نعلم البيئة او الخارج اولا ثم ثانيا نريد اي نتفاعل مع الخارج) اما الاله وفق مفهومهم فعلمه ازلي وهو بمعنى اخر قانون او نظام معين او عقل صرف لذا فلايمكن ان نفترض انه يريد شيء لان هذا يعني انه استحدث شيئا في علمه ثم اراده بمعنى ان علمه ناقص..فهو لهذا لايريد اي شيء (وهو نفس فكرة اله نيوتن وانشتاين فيما بعد)
ربما يتجلى الفارق بيننا وبين الغرب ان الاخير استطاع ان يتجاوز فكرة الاله الذي يفعل مايشاء او بالاحرى فكرة الاله المطلق التي لاتقبل الا تفسير معين هو ما اخذناه من السمع او الكتاب المقدس بينما الاله المفهوم هو الخير او الكمال والخير والكمال يختلف فهمه من انسان الى اخر ..لذا ففهمنا للاله الاول لن يكون الا فهم واحد مايميله علينا الكتاب المقدس اما الثاني فتعدد مفاهيمه (مع اتفاقها بالجوهر) ويعني بالمحصلة فرض ثقافة التعددية ..
تحياتي..
|
شكرا لك زميل حمدان على هذه الإضافة القيمة....
حتى في هذه فإن الغرب متقدم علينا بخطوة....فواقعيا، إله الكتب المقدسةة لا يمكن أن يكون حقيقة، ونحن لازلنا متشبثين بالحروف وتراث الأجداد ومن سبقهم....المجتمعات المتدينة لا تمتلك سوى قالب جامد للإله، لذا لا يمكن لمسلم مثلا أن يتقبل وضع إلهه ضمن التعريف الأرسطي، لأن ذلك سيؤدي بشكل أو بآخر إلى الاعتراف بخطأ الدين...هذا ما يجعلني أرى أن ولاء المتدين بشكل عام يعود لحروف اسم دينه أكثر بكثير مما يعود لإلهه...
مع خالص المحبة والشكر...