بسم الله الرحمن الرحيم
معنى حديث لا تجتمع أمتي على ضلالة في وجهة نظري أن الحق محفوظ ولا يندثر ولا يمكن أن تكون جميع الأمة على ضلال في أي أمر من الأمور فلم تزل ولن تزال مهما فسد الزمان جماعة أو طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق .
بل يوجد حديث متواتر يؤكد ذلك وهو:
- لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ لا يضرُّهُم من خذلَهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ وهُمْ كذلك
المحدث: الألباني - المصدر: صلاة العيدين - الصفحة أو الرقم: 46
خلاصة حكم المحدث: متواتر
- لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/416
خلاصة حكم المحدث: ثبت من وجوه كثيرة
- لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ لا يضرُّهُم من خالفَهم إلى يومِ القيامةِ
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/507
خلاصة حكم المحدث: استفاض عنه صلى الله عليه وسلم
وحديث لاتجتمع أمتي على ضلالة يقول فيه الحافظ ابن حجر:
"لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: حديث مشهور له طرق كثيرة، لا يخلو واحد منها من مقال.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=12160
إذن المفاجأة بأن الحديث الذي يستندون إليه كأساس يبنون عليه فكرهم بحجية الإجماع حديث أصوله ضعيفة ولم يحسنه إلا بعض المحدثين بمجموع الطرق ومن الممكن جدا أن لا يصح تحسينه ولكن الموضوع ليس بالأهمية لتدفعني للبحث في هذا الأمر لأن على فرض صحة الحديث فتفسيره لابد أن يكون كما سبق وفسرته لأن معنى الحديث بمنطوقه اللغوي الظاهر يستحيل تحققه لانه يتعارض مع سنة الله في خلقه وهي الإختلاف وإن تحقق يصعب للغاية أن نتحقق من وقوعه لتفرق المسلمين في الأمصار .
لذلك ذهب العلماء لتأويله بتأويل مخالف وبعيد جدا على ظاهر لفظه اللغوي وهو أن المراد بالحديث هو أن علماء الأمة لا يجتمعون على ضلال وبالتالي إجماعهم حجة ملزمة وأنه أصل من أصول الفقه والتشريع .
وهذا خروج عن معنى وسياق الحديث الطبيعي ولكنهم كما يقولون نظرا لإستحالة أن تجتمع الأمة في آن واحد للحكم على أمر ما ( وكذلك لإستحالة أن تتفق الأمة في عصر من العصور على حكم واحد في قضية ما لأن سنة الله في عباده الإختلاف في الرأي ) فينبغي توجيه فهم معنى الأمة في الحديث إلى إجماع العلماء (وهذا يصعب تحققه أيضا وكذلك إثباته مع توسع وانتشار الإسلام في الأمصار) وذلك الرأي بمقارنته بما فسرت به معنى الحديث تأويل بعيد ومجانب للصواب.
إذن هناك تأويلين للحديث على فرض صحته وأنه لا غبار عليه:
1) تأويل يتوافق مع ظاهر المنطوق اللغوي للحديث وهو قريب جدا من ظاهر منطوق الحديث بل ويعضده ويقويه حديث آخر متواتر وهو حديث (لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ)........> وهذا هو تفسيري الذي هداني الله إليه.
2) تأويل لا يتوافق مع ظاهر المنطوق اللغوي للحديث لإستحالة تحقق ظاهر المنطوق اللغوي وهو تأويل بعيد لانه يخصص عموم الأمة بعلمائها بدون دليل على التخصيص.
كما أن هذا التأويل أيضا يصعب جدا تحققه أيضا وكذلك يصعب إثباته مع توسع وانتشار الإسلام في الأمصار بل إن هناك جلة من العلماء الكبار قالوا بصعوبة تحقق الإجماع بهذا التفسير إلا في عصر الصحابة منهم أحمد بن حنبل وابن حبان وابن حزم.
وذلك الرأي بمقارنته بما فسرت به معنى الحديث تأويل بعيد جدا ومجانب للصواب.
يتبع .....