الطفل المسلم والتعبأة العقلية
ينشأ الطفل المسلم وسط والدين يقدسون مقدسات الاسلام فهو يراهم يقدسون كتاب اسمه ( القرآن ) يرسخون في ذهنه أنه وحي جاء من الخالق الذي وهبه الحياة والقوة وأنه يجب عليه طاعته ويؤكدون أن هذا النقل للوحي الإلهي جاء عبر وسيط يسمى ( جبريل ) وهو الوسيط الالهي وهي مخلوقات نورانية تطيع الخالق وتنفذ أوامره مباشرة وقد أنزل هذا الوحي عن رجل طاهر نقي صالح رسول اختاره الخالق واصطفاه يدعى ( محمد ) حمل على عاتقه هداية الأمة وانه قاتل وكافح ليخرج الناس من عبادة أصنام من طين لعبادة خالق عظيم واحد اسمه ( الله ) وان كلام وتقريرات هذا الرجل هي ( السنة ) فهي القانون الذي يشرح ويفسر ويحكم حيثيات حياة المسلمين وأن كلامه ليس فيه زلل أو خطأ لأنه وحي إلهي.
لا يلبث الطفل أن يكبر حتى يتم شرح له ( فريضة الصلاة التي تكرر خمس مرات في اليوم مع طهارة الجسد ) وأنها ضرورية لصلة هذا الخالق الذي وهب له الحياة وان الاخلال بهذه الفريضة تجعل الخالق يغضب وأي تقصير مشابه للفرائض يسبب سخط الخالق الذي خلقك من اجل أن تعبده وتخضع له.
ما يلبث هذا الطفل أن يكبر حتى يتم تحفيظه القرآن بسور قصيرة فيها سجع لغوي وجرس موسيقي تبهر هذا الطفل الجديد على الحياة فيراها وكأنها مقطوعة سحرية إلهية وليست من كلام البشر العادي.
يدخل للمدارس فيتم تعبأة دماغه بقصص من السيرة لتظهر أن هذا النبي هو حمامة سلام للعالم وأنه يجب أن يتم اتباعه حتى يتم تحقيق غاية الخالق من الخلق، وبعدها قد ينصرف للمساجد ليتم تحفيظه القرآن مع جزء يسير من العلوم الدينية.
تطفو على السطح نظرية ( الكفار ) وهم كل من لا يعتقدون بعقيدة ( الاسلام ) فيتم تصويرهم بعقل الطفل على أن هؤلاء ممن يريدون الخراب والعبث والفساد في الأرض وأن حربهم على الاسلام من باب الحقد والحسد والغيرة وأن هؤلاء يتمنون موت المسلمين وتخليص العالم منهم فتنشأ بالنفس عقدة ( البارانويا = جنون الارتياب وهي أفكار يعتنقها المريض ويؤمن إيمانا وثيقا بتعرضه للاضطهاد أوالملاحقة ويفسر سلوك الآخرين تفسيرا يتسق وفق هذا الاعتقاد )
هذه التعبأة العقلية تجعل الطفل مع ترسبات راسخة بالنفس منها :
1- يظن دائما بانه محسود على نعمة الاسلام وكل مخالفينه هم أشرار
2- يظن أن الخالق الذي وهب له الحياة سيعاقبه ويحاسبه بمجرد أنه أخل بأحد الفرائض أو صنع خطيئة بنظر الاله.
3- بمجرد تحقيقه لشيء يساهم في ترسخ الدين بذاته كأداء الفرائض وحفظ القرآن والأحاديث سيأتي الثواب من الاهل والمجتمع مما ينشئ بالنفس حب الدفاع عن الاسلام بأي شيء ليحظى بهذا الشعور الممتع.
4- يتم ترسيخ عقدة ( البارنويا ) وبالتالي سيكون عدائي ضد المسلم الذي يخالفه في المذهب ثم للانسان الذي يخالفه بالدين
5- الاعتقاد بأن الخالق ذو صفات سادية معذبة في حالة العصيان وسيكون رحيما في حالة الطاعة
6- تقليل قيمة العقل والمنطق والاستنتاج لأن غاية الخالق من الدين أكبر من استيعاب العقول
بينما نجد أن الوالدين أيضا يجدون أن الدين يخدمهم من حيث غرس قيمة ( بر الوالدين ) فسيكون مبرر لجعل الطفل مطيع بهذه الذريعة واعتبار المعارض للوالدين ولو لقرارات عادية كأنه اقترف كبيرة بحق الخالق.
واقعاً أن أكثر من يدخل لهذا المنتدى ورغم أنه لا يملك أبجديات البحث والتحقيق وهو مجرد ( ناسخ / لاصق ) لمعجم الشبه على الاسلام فهذا المسكين لا يعرف أنه مع أن التدوين الحقيقي للقرآن والسنة التي بين أيادينا اليوم هي نتاج عملية تنقيح وتصحيح وترقيع لجهود منذ أكثر من قرن ومع هذا فالمجموع من محصلة الانتقادات المسقطة للاسلام كثيرة فوصل الامر قول أي هراء لمجرد سد عقدة الطفولة ( المباركة والتعظيم في حال تحقيق شيء يعتبر من خدمة الدين ) ولهذا تجد يظن نفسه بأنه الهادي وهو لا يفقه حتى تاريخ دينه المفتعل والذي هو نتيجة خزعبلات قثم النفسية وسرقاته الفكرية وترقيع السابقين.
|