ثانيا : مبدأ الترغيب
وهو أنّ كل شخص مؤمن ومطبق للتعاليم الدينية سيدخل في نعيم إلهي ويختلف عن نعيم الدنيا بشكل كبير في كثرته ونوعيته ،ولو لاحظنا النعيم في الدين الإسلامي والمسيحي لوجدنا أنّ كل نعيم موعود يعتمد على البيئة التي وجد فيها هذا الدين ،فالنعيم في الأصل أبدي عندهم وهذا أمر طبيعي لأنّ ذلك من باب التحفيز على البقاء في ذلك الدين فالخلود أحد أمنيات عموم البشر مهما اختلفت بيئاتهم ،لكن نعيم المسيحية يكون روحي في نظر الكنسية ،وعلى الرغم من ذلك بعض النصوص التي تشير إلى وجود الخمور والشرب والأكل في الملكوت في الدين المسيحي فقد تم التغاضي عن هذه النصوص لأنّ الرهانية شيء بارز في الوسط المسيحي ،لهذا نجد أنّ النعيم في نظر الكنسية روحي.
أما الدين الإسلامي فنجد التركيز على الزواج باثنين وسبعين حورية عذراء ،وهذا أمر طبيعي لأنّ الإسلام ظهر في بيئة عربية والعرب كانوا يحبون شهوة النساء وبالتالي وعدهم الإسلام بهذه الحوريات ،ونجد أيضا أنـّه يصف أنهار من لبن وخمر وهذه تشرب باردة كما نعرف ،حتى إنّ الصحابي جعفر كان ينشد في معركة مؤتة :
يا حبذا الجنة و اقترابها طيبة و بارد شرابها
ولأنّ العرب كانوا يعيشون في بيئة حارة ويصعب عليهم بالتالي الحصول على شراب بارد فإنّ وعود الإسلام لهم بذلك الشراب يكون ردة فعل جيدة جدا من أجل جذبهم للإيمان.
مما يدل وبشكل واضح أنّ عملية استقطاب الشخص من أجل الإيمان بالدين تعتمد بشكل كبير على نوع البيئة التي كان يعيش فيها ،ولو ظهر في عصرنا نبي جديد في اليابان فإنـّه لن يعدهم بالمذكور قبل قليل ولكن سيعدهم بأنـّهم سيعيشون في عالم كالعالم الذي يتخيلوه في أفلام الأنمي بالإضافة إلى مكان عيش مستقر خالي تماما من الزلازل !
|