سوريا.......ولقاح شلل الأطفال
 

سوريا...وآخ يا سوريا
أصبح للدمار صوت يتحدث عما فعله فيك الأبناء والغرباء
أكوام الحجارة استحالت آثارا، آثارا تهذي وتبكي وتنحب، أثار ستدل على حقبة، زرعت الغصة في قلوب أبنائك الأبرياء.
ولكن حمدا للآلهة.....فلا زالت سيارات وزارة الصحة تدور بين الأحياء وتنادي من أجل لقاح شلل الأطفال
سوريا....كانت بلدا فصارت بقايا بلد.
سوريا....شعبها كان شعبا، فأصبح بقايا شعب
سوريا....أصبح ليلها نهارا" من اضواء القصف والقذائف والاشتباكات....أما نهارها فأصبح ليلا حالك السواد، من شبح الموت الذي خيم عليها.
ولكن حمدا للآلهة.....فلا زالت السيارات تجوب بلقاح شلل الأطفال.
سوريا....ذاك البلد البسيط، أصبح من العقد التي لم يستطيعوا ايجاد حل لها.
سوريا....بلد الزيتون والعنب والزهور، أصبحت بلد الركام والحطب والجثث المتفحمة.
ولكن حمدا للآلهة....فلا زالت السيارات تجوب بلقاح شلل الأطفال.
سوريا....بلد الشعب البسيط، الذي كان يعيش على رغيف خبز وهو سعيد، أصبح الكثير يحلم بكسرة خبز يابسة يسد بها رمقه.
سوريا....التي اشتهرت أراضيها بالمواقع الأثرية، يبدو أنها ستتحول بكاملها إلى موقع أثري.
ولكن حمدا للآلهة....فلا زالت السيارات تحوب بلقاح شلل الأطفال.
لم تبقى يد الا وامتدت على سوريا، لم يبقى جهادي إلا وأراد تطبيق شرع الله على سوريا، لم يبقى خلاف طائفي ولم يزهر ويترعرع في سوريا، شعب كره بعضه، دولة آخر همها شعبها، أقطاب همها الوحيد أخذ حصتها من الكعكة السورية، دول تقتطع من أراضيها، ودول تستحل سماءها، وجماعات تسيطر على حياة شعبها، ودولة لا هم لها إلا البقاء، اصبحنا عالة على أنفسنا وعلى بلدنا وعلى بلدان العالم، ونسوا كل شيء ولكنهم تذكروا ارسال سيارات لتنادي على الأهالي لتلقيح أبنائهم ضد شلل الأطفال!!!
نحن يا أصدقائي لا نحتاج لقاح شلل الأطفال.....بل نحتاج لقاحا لشلل الكبار

رب ضارة نافعة يا عزيزي
تبكي وطنك كأي شريف يبكي وطنه
الحق ان سوريا تدمرت حتي تبني من جديد .... الشاميين عموما شعوب تجيد البناء والتدمير ثم البناء مجدداً

كان الطيب صالح يزور لبنان اثناء الحرب الأهلية كيف تهدمت فقال هؤلاء البنانيين يحبون ان يبنوا لبنان ثم يهدمونها كل الأطفال .

المباني يعاد بنائها وان طال الزمن لكن الخوف علي الشعب نفسه الذي لن يعود كما كان ، لا حروب تدوم الي الأبد .
تصورت السيارات تسير علي ركام المدن تطلب ان تنقذ ما بقي لا المباني لكن الأطفال


انظر الي الجانب الاخر
سوريا تهدمت حتي تبني من جديد علي أسس جديدة


وشكراً للآلهة

أخي العزيز
لو كان المصاب بالحجارة لما حزنا، المصاب بمن يبني النفوس، من يعيد بهجة الحياة، من يفتح أفق الحياة في نفوسنا، مكتبر من يقول أن النفوس ستعود طبيعية قبل ١٠٠ عام، بحسبة بسيطة، فإن آثار الأزمة النفسية، ستستمر جيلين على الأقل، لقد شلت نفوس الكبار، لذا قلت بأننا نحتاج لقاحا لشلل الكبر، تنسى كل شيء، لكن منظر الدم يستحيل أن يمحى، من فقد عزيزا لن ينسى مهما طال عمره، نحتاج ياصديقي للقاح شلل الكبار، فما حصل قد شل كل شيء فينا تقريبا
تحياتي

اعرف عن شعوب مرت بأسواء من هذا بل كادت الحروب تفنيهم لكن عاشوا ليتحولوا لأمم قوية (في بلدي حين قتل الإنجليز الألف من شبابنا في الحرب وكاد الشعب يفني ... قام الشعراء وطلبوا من الرجال ان يتزوجوا أربعة نساء حتي تكثر الذرية ولم تمر عقود حتي استقامة الكفة )

ألمانيا تحطمت مرتين وقتل ملايين من شعبها وانظر لها وانظر لشعبها
اليابان الذي حطّمته عنجهية العسكر والغرب انظر له ولشعبه الراقي
والصين الذي عاني حرب طويلة ...وروسيا


أقدار الشعوب ان تمر بهكذا تجارب لتتعلم، الدروس التي أخذتموها لن تنسي من ذاكرة الشعب السوري (علي مدي هذين الجيلين )
تعلمتم من وقف معكم في المحن ومن تخلي عنكم
الجامع الذي كان يؤمه الشيخ البوطي ويحضره الألف استشهد فيه الشيخ والحاضرين عشرة" تزيد او تقل "
الأفكار و الأسئلة التي امتزجت بصوت الرصاص
صرخت الأب علي ابنه الذي قتله النظام حتي يفتت عضده
كل هذه التجارب ستصنع شعب يؤمن بالرفق بعد الشدة
وسيبغض الحرب و سيحب السلام



ليس من الخير ان تنسي الشعوب هذه الأوقات العصيبة
لا يجب ان تمحي صورة الدم والقتلي بل يجب ان تقام نصب تذكركم بهذه الأوقات حتي لا ينسي احد

أرجو أن يحدث مايقول يا أخي العزيز، ولكن الخوف الذي يعتريني هو الشرخ الطائفي الذي حصل، خو أكبر تهديد للمجتمع السوري مستقبلا، كانت الطائفية نائمة فأيقظوها، والطائفية هي وحش من غير المضمون السيطرة عليه

لك الشيطان يا سوريا !
ولم لا نقولها ؟
لطالما قالوا لك الله يا سوريا فما جاء الله بفرج , فلنستودعها للشيطان لعله يأتي بجديد
هذا هو المآل الذي تؤول اليه كل دولة ضعيفة
ولا شك أن مخطط التخريب للمنطقة سيدخل حيز التنفيذ في البلدان العربية المتبقية طال الزمن أو قصر
أنتم السابقون ونحن بكم لاحقون
وانا لله وانا اليه راجعون

لو أن عقول شعوب المنطقة على درجة كافية من الوعي لما استطاع أحد تخريبها، لم لا يوجد مخططات لتدمير أمربكا، أو أوربا؟؟ لأن شعبها واع تدرب هلى تفعيل العقل، نحن قوم استعمرنا الجهل والتخلف قبل القوى الدولية، ولدينا من عوامل الجهل ما يجعلنا نبقى أسفل السافلين، استغلوا جهلنا فزادوا حالنا سوءا" على سوء، لم نتعلم من التجارب الماضية، لكن ما يفطر فؤادي هم الأبرياء، الذين لا ناقة لهم ولا جمل، انهاء الأزكة بالقوة لن يفيد مالم نطمس جهلنا وتخلفنا بالعلم والعمل، ومادون ذلك سيكون تجميدا للأزمة، لتعود بعد حين

كتير حلو موضوعك وكلماتك استاذ.
حضرتك كتبته بنفسك = عذرا، فضول بس!

وتسلم.

شكرا عالإطراء شمس
وبالفعل الموضوع كتابتي انا
واذا بيهمك أكتر الموضوع كان ارتجالي، غير مكتوب ومعد مسبقا، فتحت الموبايل عالمنتدى، إضافة موضوع جديد، وبلشت أكتب وبعدين اعتماد المشاركة.

انت بتستخدم الموبايل متلي! بتعرف لقيته مريح اكتر من استخدام الكمبيوتر..وهلاء انا جالسة بفراشي( بعده عنا الصبح بكندا ) وبكتب.. :)

بس عن جد حلو استاذ. وخصوصا شلون أنهيت الموضوع!

بكلمات مؤثررة..