راسبوتين والتاريخ
 

مرحبا

بما أن ساحة الشخصيات التاريخية لم تعد موجودة فإنني اخترت هذه الساحة للكتابة عن شخصية تاريخية لفتتني منذ مدة.
الشخصية التاريخية هي رجل الدين أو الدجال أو الساحر "راسبوتين"
وبالطبع هو شخصية غنية عن التعريف وشهرته عالمية، ولا أسطر هذا الموضوع للحديث عن سيرته وحياته ونهايته.
بل لاعبر عن نقطة محددة لفتتني مؤخرا وانا أتابع وثائقيا عن شخصية راسبوتين. وهي أن الرجل ترك عندي انطباعا بأنه مظلوم وبرئ من كل هالة الشر والقبح التي نسجت حوله. تلك التي تصوره على انه كان شيطان القرن العشرين. شيطان القرن العشرين الذي لم يقتل إنسانا واحدا. أو سجل عليه أي عمل غير قانوني أو غير أخلاقي بشكل موثق.
لأنه في سيرة هذا الرجل تحديداً لا تقرأ ولا تسمع إلا : قيل ويقال. دائما قيل ويقال. لنحصل بالنهاية على سيرة تاريخية كالحة السواد لشخصية كلها مبنية على قيل ويقال.
ثم يصبح الضحية الذي تعرض للقتل دون أي جريرة وبشكل إجرامي من طرف القصر القيصري. هو الجاني وهو الشر ذاته.
ومعروف تداعيات الفترة الزمنية للأحداث وحاجة البلاشفة لشماعة وطبيعة علاقة راسبوتين بالقصر القيصري والتي أدت بالنهاية إلى قتله دون محاكمة أو حتى تهمة واضحة ومحددة.
وبالطبع الرجل ربما لم يكن ملاكا ولكن فيما يبدو لم يكن أيضا شيطانا. بل فقط مجرد رجل فاسد ربما مستهتر ربما، وهذه خصال لا تجعل المرء شيطانا. ولا توجب قتله.
لذا انا أعتقد بأن راسبوتين مجرد إنسان عادي جدا ليس في سجله اية جريمة مؤكدة تجعلنا نصدق القصة التاريخية الموحدة عالميا التي تصوره كشرير وشيطان وسفير للشر.